🌙*وقفات وتأملات مع بعض الآيات،ج١*🌙
بقلم رئيس جمعية الدعوة والإرشاد بمحافظة بارق .
أحمد بن عامر البارقي – عفى الله عنه-.
١٠-٩-١٤٤١هـ.
——————————————
الحمد لله وحده وبعد : فهذه رسائل موجزة مختصرة من القبس القرآني العظيم بمناسبة حلول هذا الشهر الكريم لعام ١٤٤١هـ ، كنت أُرسلها بشكل يومي على الواتساب لبعض الإخوة ، رأيت جمعها ونشرها رجاء نفعها وبركتها في الصحيفتين المباركتين-(بارق الإلكترونية ، والإخبارية) – على ثلاثة أجزاء ، من (١-١٠) من هذا الشهر ، ويعقبه الثاني من :(١١-٢٠ )، والثالث من:(٢١-٣٠)-إن كان في العمر بقية-.أسأل الله تعالى أن ينفع بها الجامع والقارئ والناشر ، إنه جواد كريم.
♦️
١-٩-١٤٤٠هـ🌙
قال تعالى :
﴿الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ﴾ [الفاتحة: ٢]
قال الإمام البغوي : “الشكر لا يكون إلا على النعمة ، والحمد أعم من الشكر ، فكل حامد شاكر وليس كل شاكر حامد” .
لَكَ الحَمدُ وَالنَعماءُ وَالمُلكُ رَبَّنا
فَلا شَيءَ أَعلى مِنكَ مَجداً وَأَمجَدُ
مَليكٌ عَلى عَرشِ السَماءِ مُهيمِنٌ
لِعِزَّتِهِ تَعنو الوجوهُ وَتَسجُدُ
♦️
٢-٩-١٤٤١هـ🌙
قال تعالى :
﴿إِيّاكَ نَعبُدُ وَإِيّاكَ نَستَعينُ﴾ [الفاتحة: ٥]
( إياك نعبد): تبرؤ من الشرك ، وتدفع الرياء ، (إياك نستعين): تبرؤ من الحول والقوة ، وتدفع الكبرياء.
إذا لم يكُنْ عونٌ من الله للفتى
فأولُ ما يجني عليه اجتهادهُ
♦️
٣-٩-١٤٤١هـ🌙
قال تعالى :
﴿ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ ﴾ [البقرة: جزء من الآية٣]
قال أبو العالية : ( أرحلُ إلى الرجل مسيرة أيام ، فأول ما أتفقد من أمره صلاته ، فإن وجدته يقيمها ويتمها أقمت وسمعت منه ، وإن وجدته يضيعها رجعت ولم اسمع منه ، وقلت : هو لغير الصلاة أضيع).
خسرَ الذي تركَ الصلاةَ وخابا
وأبى مَعاداً صالحاً ومآباً
إن كان يجحدُها فحسْبُكَ أنه
أضحى بربكَ كافراً مُرْتاباً
أو كان يتركُها لنوعٍ تكاسلٍ
غَطىَّ على وجهِ الصوابِ حجاباً
♦️
٤-٩-١٤٤١هـ🌙
قال تعالى :
﴿وَاستَعينوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبيرَةٌ إِلّا عَلَى الخاشِعينَ﴾ [البقرة: ٤٥].سبحان الله !
كثيراً ما نوصي من يُصاب بمصيبة بالصبر ، ولكننا قليلاً ما نوصيه ونذكره بقرينة الصبر، وهي ( الصلاة )، وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر – اشتد وصَعُب عليه- فزع للصلاة .
♦️
٥-٩-١٤٤١هـ🌙
قال تعالى :
﴿ كُلوا وَاشرَبوا مِن رِزقِ اللَّهِ وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ﴾ [البقرة:٦٠]
قال ابن كثير : لا تقابلوا النعم بالعصيان فتُسلبوها .
أيا ابن آدم والآلآءُ سابغةٌ *ومؤنةُ الجود لا تنفكُ عن دِيَمِ
هل أنت ذاكرُ ما أُوليت من حَسَنٍ * وشاكرٌ كل ما خُوِّلت من نعَمِ.
♦️
٦-٩-١٤٤١هـ🌙
قال تعالى :
﴿ثُمَّ قَسَت قُلوبُكُم مِن بَعدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالحِجارَةِ أَو أَشَدُّ قَسوَةً﴾ [البقرة: ٧٤].
*تأمل* :
قست قلوبهم بعد أن رأوا معجزة أمامهم ، وهي الإحياء لقتيل بني إسرائيل ، وكان اللائق بهم الإيمان وليس النكران والكفران .
والدرس المستفاد :
لا تأمن قسوة القلب بعد اليقظة فقد يُران عليه وأنت لا تشعر ، فراقبه وتفقده دوماً كي يكون حيَّاً.
وما سمي الإنسان إلا لنسيهِ* ولا القلب إلا أنه يتقلبُ.
♦️
٧-٩-١٤٤١هـ🌙
قال تعالى :
﴿وَأُشرِبوا في قُلوبِهِمُ العِجلَ بِكُفرِهِم ﴾ [البقرة: ٩٣]. تمكنت عبادة العجل من قلوب بني إسرائيل، فأراد موسى عليه السلام إتلافه وهم ينظرون، ليزول ما في قلوبهم من حبه، كما زال شخصه، لأن في إبقائه ما يذكر بعبادته .
الدرس المستفاد:
* عالج هواك قبل أن يتغلل في النفس ، وتخلص من كل علائق المعصية وكل ما يذكرك بها ؛ لئلا تحن النفس إليها ، فتنتكس .
أُريدُ لَأَنسى ذِكرَها فَكَأَنَّما
تَمَثَّلُ لي لَيلى بِكُلِّ سَبيلِ
♦️
٨-٩-١٤٤١هـ🌙
قال تعالى :
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَقولوا راعِنا وَقولُوا انظُرنا﴾ [البقرة: ١٠٤] . كان المسلمون يقولون راعنا يارسول الله ، يعنون المراعاة ، أي : انتظرنا وتأن حتى نفهم عنك ، فاستغلها يهود لأن معناها سباً بلغتهم فكانوا يأتون رسول الله ويقولون (راعنا يامحمد)، من الرعونة والحمق؛ فأنزل الله هذه الآية .
* أخي المبارك* :
راقب ألفاظك ! فالآية الكريمة فيها إرشاد لطيف إلى أن يتجنب الإنسان في مخاطباته ومحادثاته الألفاظ التي توهم المستمع بالجفاء أو الانتقاص من قدره، فرُبَّ كلمة أشدّ من رَمْيَة
، ورُبَّ حرف ساق إلى حتف.
♦️
٩-٩-١٤٤١هـ🌙
قال تعالى :
﴿وَلِكُلٍّ وِجهَةٌ هُوَ مُوَلّيها فَاستَبِقُوا الخَيراتِ﴾ [البقرة: ١٤٨].قال ابن عباس : يعني بذلك أهل الأديان ، يقول : “لكُلٍ قبلة يرضونها ، ووجهة الله حيث توجه المؤمنون”.
*وقفة*:
كل إنسان في الحياة له وجهة يسير نحوها ، ويبذل وسعه وطاقته لتحقيقها ، فحدد من الآن وجهةً توصلك إلى الجنة ، واستبق وبادر ؛ فالسابق اليوم إلى الخيرات هو السابق غداً إلى الجنات.
بادرِ الفرصة َواحذر فوتَها .فَبُلُوغُ الْعِزِّ في نَيْلِ الْفُرَصْ
واغْتَنِمْ عُمْرَكَ إِبَّانَ الصِّبَا .فهو إن زادَ مع الشيبِ نقَص.
♦️
١٠-٩-١٤٤١هـ🌙
قال تعالى :
﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَليَستَجيبوا لي وَليُؤمِنوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدونَ﴾ [البقرة: ١٨٦].قال السعدي :(( هذا جواب سؤال، سأل النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فقالوا: يا رسول الله، أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فنزلت…والقرب نوعان: قرب بعلمه من كل خلقه، وقرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق)).
الله أكبر !
لم يستثنِ دعوة واحدة من الإجابة ، فمهما كبرت آلامك وآمالك وطموحاتك ، فالله هو المجيب وهو القريب.
ألا ما أقرب الرب ، ولكن البعد من العبد .
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً ، يا ذا الجلال والإكرام.
والحمد لله رب العالمين .
وقفات وتأملات مع بعض الآيات،ج١

اللهم تقبل منا رمضان بروح أنقى
وقلب أتقى وعمل أرقى